.قال ابن قتيبة:
سورة الحج مكية كلها إلا ثلاث آيات.2-
{تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَا أرضعت} أي تسلو عن ولدها وتتركه.4-
{كُتِبَ عَلَيْهِ} أي على شيطانه
{أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ}.5-
{مُخَلَّقَةٍ}: تامّة.
{وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ}: غير تامّة. يعني السقط.
{لِنُبَيِّنَ لَكُمْ} كيف نخلقكم فِي الْأَرْحامِ.
{وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى} يعني قبل بلوغ الهرم.
{وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} أي الخرف والهرم.
{وَتَرَى الأرض هامِدَةً} أي ميّتة يابسة. ومثل ذلك همود النار: إذا طفئت فذهبت.
{اهْتَزَّتْ} بالنبات.
{وَرَبَتْ}: انتفخت.
{وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ} أي من كل جنس حسن، يبهج، أي يشرح. وهو فعيل في معنى فاعل. يقال: امرأة ذات خلق باهج.9-
{ثانِيَ عِطْفِهِ} أي متكبر معرض.11-
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ} على وجه واحد ومذهب واحد.
{فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَانَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ} أي ارتد.13-
{لَبِئْسَ الْمَوْلى} أي الوليّ.
{وَلَبِئْسَ الْعَشِيرُ} أي الصاحب والخليل.15-
{مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ} أي لن يرزقه اللّه. وهو قول أبي عبيدة، يقال: مطر ناصر، وأرض منصورة. أي ممطورة. وقال المفسرون: من كان يظن أن لن ينصر اللّه محمدا.
{فَلْيَمْدُدْ} بِسَبَبٍ إِلَى السماء أي بحبل إلى سقف البيت.
{ثُمَّ لْيَقْطَعْ فَلْيَنْظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ} أي حيلته غيظة ليجهد جهده، وقد ذكرت ذلك في تأويل المشكل بأكثر من هذا التفسير.19-
{يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُسِهِمُ الْحَمِيمُ} أي الماء الحار.20-
{يُصْهَرُ بِهِ ما فِي بُطُونِهِمْ} أي يذاب. يقال: صهرت النار الشّحمة. والصّهارة: ما أذيب من الألية.25-
{سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ وَالْبادِ} المقيم فيه والبادي، وهو الطارئ من البدو، سواء فيه: ليس المقيم فيه بأولى من النازح إليه.
{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ} أي من يرد فيه إلحادا. وهو الظلم والميل عن الحق. فزيدت الباء، كما قال:
{تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ} [سورة المؤمنون آية:20]، وكما قال الآخر:
سود المحاجر لا يقرأن بالسّورأي لا يقرأن السّور. وقال الآخر:
نضرب بالسيف ونرجو بالفرج26-
{وَإِذْ بَوَّأْنا لِإبراهيم مَكانَ الْبَيْتِ} أي جعلنا له بيتا.27-
{يَأْتُوكَ رِجالًا} أي رجّالة، جمع راجل، مثل له صاحب.وصحاب.
{وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ} أي ركبانا على ضمر من طول السفر.
{مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} أي: بعيد غامض.28-
{لِيَشْهَدُوا مَنافِعَ لَهُمْ} يقال: التجارة.
{وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ} يوم التّروية، ويوم عرفة، ويوم النحر. ويقال: أيام العشر كلها.29-
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ} والتّفث: الأخذ من الشارب والأظفار، ونتف الإبطين، وحلق العانة.
{بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} سمي بذلك لأنه عتيق من التّجبّر، فلا يتكبر عنده جبار.30-
{وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ} يعني رمي الجمار، والوقوف بجمع وأشباه ذلك. وهي شعائر اللّه.
{وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ} يعني في سورة المائدة من الميتة والموقوذة والمتردّية والنّطيحة.31-
{وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السماء} هذا مثل ضربه اللّه لمن أشرك به، في هلاكه وبعده من الهدى.
{السحيق} البعيد. ومنه يقال: بعدا وسحقا، وإسحقه اللّه.36-
{صَوافَّ} أي قد صفّت أيديها. وذلك إذا قرنت أيديها عند الذبح.
{فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها} أي سقطت. ومنه يقال: وجبت الشمس: إذا غابت.
{الْقانِعَ} السائل. يقال: قنع يقنع قنوعا، ومن الرّضا قنع يقنع قناعة.
{الْمُعْتَرَّ} الذي يعتريك: أي يلمّ بك لتعطيه ولا يسأل. يقال: اعترّني وعرّني، وعراني واعتراني.37-
{لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها} كانوا في الجاهلية: إذا نحروا البدن نضحوا دماءها حول الكعبة، فأراد المسلمون ان يصنعوا ذلك، فأنزل اللّه تبارك وتعالى:
{لَنْ يَنالَ اللَّهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها}.40-
{لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ} للصّابئين.
{وَبِيَعٌ} للنّصاري.
{وَصَلَواتٌ} يريد بيوت صلوات، يعني كنائس اليهود، وَمَساجِدُ للمسلمين. هذا قول قتادة وقال: الأديان ستة: خمسة للشيطان، وواحد للرحمن، فالصابئون: قوم يعبدون الملائكة، ويصلون للقبلة ويقرأون الزّبور. والمجوس: يعبدون الشمس والقمر، والذين أشركوا: يعبدون الأوثان. واليهود، والنصارى.45-
{وَقَصْرٍ مَشِيدٍ} يقال: هو المبني بالشّيد. وهو الجصّ. والمشيد: المطوّل. ويقال: المشيد المشيّد سواء في معنى المطول، وقال عدي ابن زيد:
شادَهُ مَرْمَرًا وَجَلَّلَهُ كِلْـ ** ـسا فللطْيَر فِي ذُرَاهُ وُكُورُ51-
{مُعاجِزِينَ} مسابقين.52-
{إِلَّا إِذا تَمَنَّى} أي تلا القران.
{أَلْقَى الشَّيْطانُ} فِي أمنيته في تلاوته.54-
{فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} أي تخضع وتذلّ.55-
{عَذابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ} كأنه عقم عن أن يكون فيه خير او فرج للكافرين.67-
{جَعَلْنا مَنْسَكًا} أي عيدا.71-
{ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطانًا} أي برهانا ولا حجّة.72-
{يَكادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آياتِنا} أي يتناولونهم بالمكروه من الشتم والضرب.78-
{هُوَ اجْتَباكُمْ} أي اختاركم.
{وما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} أي ضيق.
{هُوَ سَمَاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا} يعني القران.
{لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ} أي قد بلغكم.
{وَتَكُونُوا شهداء عَلَى النَّاسِ} بأن الرسل قد بلغتهم.
{فَنِعْمَ الْمَوْلى} أي الولي.
{وَنِعْمَ النَّصِيرُ} أي الناصر. مثل قدير وقادر، وسميع وسامع. اهـ.
.قال الغزنوي:
ومن سورة الحج: الزّلزلة: شدّة الحركة على الحال الهائلة، من: زلّت قدمه ثمّ ضوعف لفظه ليتضاعف معناه.3
{شَيْطانٍ مَرِيدٍ}: أي: مارد، وهو المتجرد للفساد.4
{كُتِبَ عَلَيْه}: الشّيطان،
{أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ}: اتبعه.
{فَأَنَّهُ}: فإنّ الشّيطان،
{يُضِلُّهُ} وفتح أن عطفا على الأولى للتوكيد، أو التقدير: فلأنه يضله.5
{مُخَلَّقَةٍ}: مخلوقة تامّة التصوير.
{لِنُبَيِّنَ لَكُمْ}: بدء خلقكم وترتيب إنشائكم.
{هامِدَةً}: غبراء يابسة، همدت النّار، وهمد الثّوب: بلي.
{اهْتَزَّت}: استبشرت وتحركت ببنائها، والاهتزاز شدّة الحركة في الجهات،
{وَرَبَتْ}: انتفخت فطالت.
{مِنْ كُلِّ زَوْجٍ}: نوع أو لون،
{بَهِيجٍ}: يبهج من رآه.6
{هُوَ الْحَقُّ}: المستحق لصفات التعظيم.9
{ثانِيَ عِطْفِهِ}: لاوى عنقه تكبّرا.10
{ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ}:
{ذلِكَ} مبتدأ، والخبر
{بِما قَدَّمَتْ} وموضع أنّ خفض على العطف على ما.
{لَيْسَ بِظَلَّامٍ}: علي بناء المبالغة، وهو لا يظلم مثقال ذرة، إذ أقلّ قليل الظّلم- مع علمه بقبحه واستغنائه- كأكثر الكثير منّا.وسبب النزول أنهم لم يعرفوا وجوه الثواب وأقدار الأعواض في الآخرة، ولا ما في الدنيا من ائتلاف المصالح باختلاف الأحوال فعدّوا شدائد الدنيا ظلما.11
{عَلى حَرْفٍ}: ضعف رأي في العبادة مثل ضعف القائم على حرف، وباقي الآية أحسن تفسير للعبادة على حرف.13
{يَدْعُوا لَمَنْ ضَرُّهُ أَقْرَبُ مِنْ نَفْعِهِ}: تقديره: تأخير يدعو ليصحّ موضع اللام، أي: لمن ضرّه أقرب من نفعه يدعو، أو يَدْعُوا موصول بقوله:
{هو الضّلال البعيد يدعوه} و
{لَمَنْ ضَرُّهُ} مبتدأ وخبره
{لَبِئْسَ الْمَوْلى}.15
{أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللَّه}: أي: محمدا، فليتسبب أن يقطع عنه النّصر من السماء.وقيل: المعنى المعونة بالرزق، أي: من يسخط ما أعطى وظنّ أنّ اللّه لا يرزقه فليمدد بحبل في سماء بيته من حلقه ثم ليقطع الحبل حتى يموت مختنقا.17
{إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا}: خبره
{إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ}.19
{هذانِ خَصْمانِ}: أهل القران وأهل الكتاب.وقيل: الفريقان من المؤمنين والكافرين يوم بدر
{قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيابٌ مِنْ نارٍ}: أي: يحيط بهم النّار إحاطة الثياب.20
{يُصْهَر}: يذاب.22
{كُلَّما أرادوا أَنْ يَخْرُجُوا}: النّار ترميهم إلى أعلاها حتى يكادوا يخرجوا فتقمعهم الزّبانية إلى قعرها.25
{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ}: عطف المستقبل على الماضي لأنّه على تقدير: وهم يصدّون، أي: من شأنهم الصد كقوله:
{الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ}.
{سَواءً الْعاكِفُ فِيهِ}: سَواءً رفع بالابتداء. و
{الْعاكِفُ} خبره وصلح مع تنكيره للابتداء لأنّه كالجنس في إفادة العموم الذي هو أخو العهد فكان في معنى المعرفة.و
{الْعاكِفُ}: المقيم، و
{وَالْبادِ}: الطارئ، ولهذه الآية لم نجوّز بيع دور مكة.
{وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ}: أي: من يرد فيه صدا،
{بِإِلْحادٍ}: ميل عن الحق، ثم فسّر الإلحاد بظلم إذ يكون إلحاد وميل بغير ظلم.وقال الزّجّاج: المعنى من أرادته فيه بأن يلحد بظلم.26
{وَإِذْ بَوَّأْنا}: قرّرنا وبيّنا. قال السّدي: كان ذلك بريح هفافة كنست مكان البيت يقال له:الخجوج. وقيل: بسحابة بيضاء أظلّت على مقدار البيت.27
{وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ}: قام إبراهيم في المقام فنادى: يا أيها النّاس إنّ اللّه دعاكم إلى الحج. فأجابوا بـ: لبّيك اللّهم لبيك.
{رِجالًا}: جمع راجل.
{يَأْتِينَ}: على معنى الركاب، أو
{كُلِّ ضامِرٍ}: تضمّن معنى الجماعة.و الفجّ: الطريق بين الجبلين، والعميق: البعيد الغائر.28
{أَيَّامٍ مَعْلُوماتٍ}: أيام العشر. عن ابن عبّاس، والنّحر ويومان بعده عن ابن عمر.29
{ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ}: حاجتهم من مناسك الحجّ من الوقوف، والطواف، والسّعي، والرّمي، والحلق بعد الإحرام من الميقات.وقيل: هو تقشّف الإحرام لأن التفث الوسخ، وقضاؤه: التنظف بعده من الأخذ عن الأشعار وتقليم الأظفار.
{وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ}: من الطّوفان.30
{إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ}: أي: من الصّيد.وجمهور المفسرين على أن المراد: إلا ما يتلى عليكم من: المنخنقة والموقودة والمتردية....مِنَ الْأَوْثانِ:
{من} لتلخيص الجنس، أي: اجتنبوا الرجس الذي هو وثن.31
{حُنَفاءَ لِلَّهِ}: مستقيمي الطريقة على أمر اللّه.